مدارس الريادة بالمغرب 2022-2026: ملف المدرسة الرائدة وتجديد التعليم الابتدائي

 

         مشروع المدرسة الرائدة أو ما يعرف بـمؤسسات الريادة العمومية 2025 يمثل اليوم إحدى أهم مبادرات وزارة التربية الوطنية في المغرب ضمن خارطة الطريق 2022-2026، وهو مشروع يروم الارتقاء بجودة التعليم العمومي من خلال اعتماد نموذج تربوي جديد يقوم على ثلاث ركائز أساسية: المتعلم، الأستاذ، والمؤسسة.

المدرسة الرائدة ليست مجرد مؤسسة تعليمية عمومية عادية، بل هي فضاء تعليمي حديث يدمج التكنولوجيا بشكل فعّال، ويعتمد مقاربات بيداغوجية متطورة مثل التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL)، والتدريس الناجع، مع إيلاء أهمية خاصة للتكوين المستمر للأطر التربوية. الهدف هو إحداث نقلة نوعية في جودة التعلمات وتحويل المتعلم من متلقٍ سلبي إلى عنصر نشط يشارك في بناء معارفه، ويمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين كالابتكار، التفكير النقدي، العمل الجماعي، والتواصل الفعّال.

هذا المشروع جاء استجابة لجملة من التحديات التي تعاني منها المدرسة العمومية منذ عقود، مثل

·      ضعف التحصيل الدراسي في المواد الأساسية كاللغة العربية والرياضيات.

·      الفوارق المجالية بين الوسط الحضري والقروي في جودة التعليم.

·      نقص التجهيزات والموارد التعليمية وضعف البنية التحتية المدرسية.

·      الحاجة لملاءمة التعليم مع سوق الشغل ومتطلبات التحولات الاقتصادية والاجتماعية.

أهداف المشروع

تتمحور حول:

·      الارتقاء بجودة التعليم وتحسين مخرجاته.

·      تطوير مهارات التلاميذ وربطها بحاجيات سوق العمل.

·      تعزيز روح المبادرة والإبداع وريادة الأعمال.

·      تحديث البنيات التحتية وتزويد المدارس بتكنولوجيا حديثة.

·      إرساء بيئة تعليمية محفزة تقوم على قيم الاحترام، التعاون، والتسامح.

محاور التطوير

دلالات المشروع

رغم الأهداف الطموحة، يثير تنزيل هذا المشروع تخوفات وتساؤلات: هل سيتمكن من تجاوز معيقات الماضي؟ وهل تتوفر الإمكانات المالية واللوجيستية لضمان استدامته؟ المؤكد أن المدرسة الرائدة ليست فقط مشروعًا تربويًا، بل هي رهان وطني استراتيجي يروم إعادة الثقة في المدرسة العمومية المغربية، وبناء جيل جديد من المتعلمين المؤهلين للمستقبل.

 ما هي المدرسة الرائدة؟

المدرسة الرائدة ليست مدرسة خاصة أو تجريبية، بل مؤسسة عمومية منخرطة في مشروع وطني شامل. وهي تقوم على:

_ ‘‘التدريس حسب المستوى المناسب (TaRL)’‘: التعليم وفق مستوى التلميذ الفعلي.

_ ‘‘التعليم الصريح’‘: تقديم دروس واضحة ومنظمة.

_ ‘‘الدعم التربوي الموجه’‘: معالجة التعثرات في القراءة والرياضيات.

_ ‘‘التقييم المستمر’‘: اختبارات تشخيصية لرسم خطط فردية.

_ ‘‘القيادة التشاركية’‘: إشراك الإدارة، الأساتذة، المفتشين والأسر.

[تعرف أكثر على TaRL بالمغرب من خلال منصة رسمية 

  https://www.tarl.info/countries/morocco/👉

- السياق الوطني: خارطة الطريق 2022-2026

ينسجم المشروع مع أهداف الإصلاح التربوي بالمغرب:

_ محاربة الهدر المدرسي.

_ رفع مستوى التعلمات الأساسية.

_ تجديد المدرسة العمومية.

_ تحقيق أهداف التنمية المستدامة ‘‘SDG4’‘.

 خارطة الطريق 2022-2026 – موقع وزارة التربية الوطنية  https://www.men.gov.ma/Ar/Pages/roadmap.aspx 👉

- مؤشرات أولية على النجاح

_ اعتماد 626 مؤسسة رائدة في 2023-2024، يستفيد منها أكثر من 320 ألف تلميذ.

_ تحسين ملحوظ في القراءة والحساب يعادل سنتين أو ثلاث من التقدم الأكاديمي.

_ دراسات ميدانية أثبتت فعالية ‘‘TaRL’‘ في تعزيز الكفايات الأساسية.

- مكونات ملف المدرسة الرائدة

_ ‘‘الرؤية والأهداف’‘: رفع جودة التعلمات وتقليص الفوارق.

_ ‘‘خطط الدعم والتكوين’‘: حصص TaRL، تكوينات للأساتذة.

_ ‘‘جداول التعلمات’‘: تنظيم القراءة، الكتابة، الحساب، اللغات والعلوم.

_ ‘‘أدوات الدعم’‘: كراسات، أوراق عمل، دلائل بيداغوجية.

_ ‘‘سجلات وتقارير’‘: حضور، نتائج، تتبع أداء المتعلمين.

_ ‘‘أنشطة وتكوينات’‘: شواهد تكوين، مسابقات وأنشطة موازية.

👉 [تحميل دلائل وموارد مدارس الريادة عبر منصة

Taalimtice

  https://www.taalimtice.ma/👉

- أدوار الفاعلين

_ ‘‘مدير المؤسسة’‘: التنسيق والتتبع.

_ ‘‘المفتش التربوي’‘: المواكبة البيداغوجية.

_ ‘‘الأستاذ(ة)’‘: تنفيذ الحصص وتعبئة شبكات التتبع.

_ ‘‘اللجنة التربوية’‘: التقييم والتقويم.

_ ‘‘أولياء الأمور’‘: متابعة تقدم أبنائهم.

- تنزيل الملف وتحيينه

_ اعتماد الملف في بداية السنة الدراسية.

_ حصص دعم أسبوعية (2-3 حصص).

_ تقييم دوري للنتائج.

_ اجتماعات فصلية لتبادل الخبرات.

_ تحيين الوثائق حسب نتائج التتبع والمستجدات.

  منصة Madrastna – موارد داعمة للمؤسسات التعليمية 

https://www.madrastna.ma/👉

فمشروع ‘‘مدارس الريادة’‘ يمثل خطوة استراتيجية في إصلاح المدرسة العمومية بالمغرب، حيث يشكل ‘‘ملف المدرسة الرائدة’‘ أداة عملية لضمان انسجام الجهود وتحقيق نتائج ملموسة في التعلمات. نجاح هذا المشروع رهين بمشاركة جميع الفاعلين: أساتذة، مديرين، مفتشين، أسر، ولجان تربوية.  وبذلك، تصبح المدرسة الرائدة مرآةً لإصلاح التعليم الابتدائي، وتجسيدًا فعليًا لرؤية ‘‘خارطة الطريق 2022-2026’‘