أهمية تقرير التقويم التشخيصي ومراحل إنجازه
يُعد التقويم التشخيصي محطة تربوية أساسية في بداية كل موسم دراسي، إذ يمنح
للأستاذ رؤية واضحة حول مستوى التلاميذ بعد عطلة طويلة، ويكشف عن نقاط القوة والضعف
لديهم. ومن خلال تحليل تقرير التقويم التشخيصي للموسم الدراسي 2025-2026، يتضح أن هذه
الأداة التربوية لا تقتصر على اختبار المعارف السابقة فحسب، بل تهدف بالأساس إلى وضع
خطة علاجية وداعمة تساعد المتعلمين على تدارك تعثراتهم والانطلاق في تعلماتهم الجديدة
بثبات وثقة.
1) أهمية تقرير التقويم التشخيصي
تبرز أهمية تقرير التقويم التشخيصي في كونه يحدد ملامح الانطلاقة الدراسية،
فهو أشبه بخريطة طريق توجه الممارسات الصفية للمدرس وتساعده على تحديد الأولويات. فالمعلم
من خلال نتائج هذا التقويم يتعرف على التفاوتات الموجودة بين المتعلمين، ويصنفهم إلى
فئات: المتحكمون، المسايرون، والمتعثرون، مما يمكنه من إعداد خطة دعم ومعالجة تراعي
خصوصية كل فئة.
كما أن التقرير يسهم في تجويد العملية التعليمية، لأنه يكشف بالتفصيل عن طبيعة التعثرات في القراءة، والفهم، والتراكيب، والصرف، والإملاء، والتعبير الكتابي والشفهي. وبهذا يصبح وسيلة موضوعية تساعد على تطوير الممارسات التربوية، وتقديم دروس تفاعلية تراعي الفروق الفردية وتضمن التعلم للجميع.
2) مراحل إنجاز تقرير التقويم التشخيصي
· الاستعداد والتنظيم
تنطلق عملية إعداد التقرير مباشرة بعد استقبال التلاميذ، حيث يتم التعرف على
التلاميذ الجدد وتوزيع الكتب والأدوات المدرسية. ويُعتمد في هذه المرحلة على المذكرات
الوزارية والمقرر التنظيمي للسنة الدراسية، الذي يشدد على ضرورة إجراء تقويم تشخيصي
شامل لمختلف المكونات الدراسية.
· إعداد الأنشطة التشخيصية
تم تصميم مجموعة من الأنشطة الكتابية والشفهية تراعي البساطة والشمولية، بهدف
قياس مدى تمكن التلاميذ من الكفايات الأساسية للمستوى السابق. وشملت هذه الأنشطة مكونات
اللغة العربية:
·
القراءة
وفهم المقروء عبر نصوص وظيفية وأسئلة لاستخراج الأفكار.
·
الظواهر
اللغوية من خلال تمارين حول الصرف والتراكيب.
·
الإملاء
بتمارين موجهة لرصد الأخطاء الشائعة.
·
التعبير
الكتابي عبر إنتاج نصوص قصيرة ومنسجمة.
· التواصل الشفهي عن طريق الاستماع لنصوص ومناقشتها.
3) تمرير الروائز وتصحيحها
بعد برمجة الأنشطة داخل الحصص الأولى من الموسم الدراسي، يتم تمرير الروائز لجميع التلاميذ وفق ظروف متكافئة. ثم تأتي مرحلة التصحيح الموضوعي، حيث يتم تسجيل النتائج بشكل مفصل، لتصنيف المتعلمين إلى متحكمين، مسايرين أو متعثرين.
4) تحليل النتائج ورصد التعثرات
مرحلة التحليل تعد الأكثر حساسية، إذ تكشف عن طبيعة الصعوبات التي يواجهها التلاميذ. فالتقرير أظهر مثلاً أن نسبة كبيرة من تلاميذ المستوى الخامس والسادس يعانون من مشاكل في القراءة السليمة وفهم النصوص، إضافة إلى ضعف في الصرف والتحويل وصعوبة في توظيف التراكيب اللغوية بالشكل الصحيح. كما برزت تعثرات في الإملاء والتعبير الكتابي والشفهي، حيث عجز العديد من التلاميذ عن صياغة جمل متناسقة أو إعادة سرد النصوص الشفوية بشكل منظم.
5) وضع خطة الدعم والمعالجة
استناداً إلى النتائج، يتم إعداد خطة علاجية تستهدف مجالات التعثر. وقد ركز
التقرير على:
·
تحسين
الطلاقة القرائية والنطق السليم.
·
معالجة
صعوبات الصرف والتراكيب عبر تدريبات تطبيقية.
·
دعم التعلمات
الكتابية بتنمية القدرة على كتابة نصوص مترابطة.
· تقوية مهارات التعبير الشفهي من خلال مناقشات وأنشطة تفاعلية.
6) التتبع والتقويم المستمر
التقرير لم يكتف بعرض النتائج والخطة العلاجية، بل أوصى بضرورة تتبع التلاميذ بشكل دوري عبر أنشطة تقويمية مستمرة، من أجل قياس مدى تحقق الأهداف وتجاوز التعثرات.
7) التوصيات المرافقة للتقرير
حرص التقرير على تقديم مجموعة من المقترحات التي يمكن أن تساهم في إنجاح العملية
التعليمية، ومنها:
·
اعتماد
الوسائل الرقمية الحديثة كالحاسوب والمسلاط.
·
تشجيع
القراءة الحرة عبر إنشاء مكتبات صفية وأركان للقراءة.
·
إشراك
الأندية المدرسية والأنشطة الثقافية والفنية في تعزيز التعلمات.
·
تحفيز
التلاميذ على التواصل بالعربية داخل القسم وخارجه.
·
إشراك
الأسر في تتبع مسار أبنائهم لضمان تكامل الأدوار التربوية.
فهو ليس مجرد وثيقة إدارية، بل هو أداة استراتيجية
تحدد معالم السنة الدراسية وتساهم في رسم خطة تعليمية قائمة على تشخيص موضوعي وواقعي.
ومن خلال نتائجه، يتمكن المدرس من توجيه جهوده نحو المجالات الأكثر إلحاحاً، مما يعزز
جودة التعلمات ويضمن تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنكم طرح سؤالكم وملاحظاتكم هنا،سنجيب عنها في أقرب وقت،شكرا