شبكات التفريغ الخاصة بالتقويم التشخيصي بالمستوى السادس: أداة لترصيد التعلمات وتوجيه خطط الدعم
التقويم التشخيصي محطة أساسية في بداية
السنة الدراسية، حيث يمنح للأستاذ صورة دقيقة عن مكتسبات المتعلمين، كما يساعد على
الكشف عن جوانب القوة والضعف لديهم. غير أن فعالية هذا التقويم لا تتحقق إلا بفضل أداة
عملية تسهل تنظيم نتائجه وتحويلها إلى معطيات قابلة للاستثمار، وهي شبكات التفريغ الخاصة
بالتقويم التشخيصي.
في المستوى السادس من التعليم الابتدائي، تكتسي هذه الشبكات
أهمية خاصة، لأن هذا المستوى يمثل مرحلة انتقالية حاسمة بين التعليم الابتدائي والتعليم
الإعدادي. لذلك فإن معرفة مستوى التلاميذ في مادة اللغة العربية، بمختلف مكوناتها،
تتيح للأستاذ تكييف برامجه وتوجيه مجهوداته نحو إعدادهم بشكل أفضل للمرحلة المقبلة.
1) مكونات التقويم التشخيصي في مادة اللغة العربية – المستوى السادس
يتكون الرائز التشخيصي الخاص باللغة العربية في المستوى السادس
من مجموعة محاور أساسية، وهي:
· القراءة وفهم المقروء: تقيس قدرة التلميذ على قراءة
النصوص قراءة سليمة مع إدراك معانيها.
· الصرف والتحويل: تكشف عن مدى تمكنه من تحويل الأفعال
والأسماء وصياغتها وفق القواعد.
· التراكيب: تقيس التحكم في البنية النحوية للجملة
واستعمال القواعد.
· الإملاء: ترصد الأخطاء الكتابية ومدى تمكن المتعلم
من القواعد الإملائية.
· التعبير الكتابي: تختبر قدرته على صياغة نصوص قصيرة
بشكل منظم وواضح.
· التواصل الشفهي: تقيّم مهاراته في التعبير الشفوي
باستعمال رصيد لغوي مناسب.
كل هذه المكونات تُفْرغ نتائجها في شبكات مهيكلة، حيث يتم إدراج
اسم كل تلميذ ورمز يوضح مستوى تحكمه في كل مكون.
2) أهمية شبكات التفريغ في هذا المستوى
· تشخيص شامل ودقيق: المستوى السادس يتطلب إعداداً
متكاملاً للتعليم الإعدادي، وبالتالي فإن تحديد مكامن النقص في اللغة العربية يساعد
على استباق الصعوبات المستقبلية.
· تنظيم النتائج: بدل الاكتفاء بتصحيحات متفرقة، توفر
الشبكات لوحة شاملة تُظهر الوضع العام للقسم والمستوى الفردي لكل تلميذ.
· بناء خطط دعم هادفة: تسمح هذه الشبكات بتركيز الجهود
على المكونات التي سجل فيها التلاميذ نسب تعثر مرتفعة مثل الإملاء أو الصرف.
· تسهيل التواصل البيداغوجي: توفر قاعدة معطيات يمكن
مشاركتها مع الإدارة أو أولياء الأمور أو زملاء المهنة.
· متابعة التطور: العودة إلى الشبكات في مراحل لاحقة
تساعد على مقارنة الوضعية الأولى بالنتائج المحققة بعد الدعم.
3) خطوات استثمار شبكات التفريغ
بعد تصحيح الرائز التشخيصي وتفريغ نتائجه في الشبكات، يبدأ الأستاذ
في تحليلها وفق مستويين:
· تحليل فردي: يتم التركيز فيه على كل متعلم على حدة،
لمعرفة نقاط ضعفه في مكون معين، كضعف الإملاء أو صعوبات في التعبير الكتابي.
· تحليل جماعي: يتيح للأستاذ معرفة الاتجاهات العامة
داخل القسم. فإذا تبين أن 60% من التلاميذ يعانون في التراكيب مثلاً، فذلك يتطلب برمجة
حصص علاجية جماعية.
وبناء على هذا التحليل، يتم إعداد خطة دعم مناسبة.
4) أنماط الدعم المستخلصة من الشبكات
ü دعم فوري داخل الحصة: تخصيص دقائق أولى أو أخيرة
لمعالجة صعوبات بسيطة متكررة.
ü دعم مدمج: إدخال أنشطة علاجية قصيرة ضمن الدروس
اليومية.
ü دعم دوري: برمجة أنشطة تكميلية خلال نهاية كل وحدة
أو فصل دراسي.
ü دعم فردي: اعتماد أنشطة خاصة لبعض التلاميذ حسب
نتائجهم في الشبكات.
وبهذه الطريقة، لا تبقى الشبكات مجرد جداول، بل تتحول إلى خريطة طريق عملية
تساعد الأستاذ على توجيه مساره التعليمي.
5) مثال تطبيقي
× لنأخذ مثالاً: إذا أظهرت الشبكة أن أغلب التلاميذ
متمكنون من التواصل الشفهي لكن يعانون من ضعف في التعبير الكتابي، فإن ذلك يعني ضرورة
تنظيم حصص تركز على الكتابة الإبداعية، مع ربطها بأنشطة شفهية لتقوية الصلة بين التعبير
الشفوي والكتابي.
× أما إذا تبين أن نسبة مهمة من التلاميذ يرتكبون
أخطاء إملائية متكررة، فإن الحل يكمن في اعتماد أنشطة دعم دورية في الإملاء مع تدريبات
قصيرة ومنتظمة قبل بداية الحصة.
وتعد
الشبكات أداة لا غنى عنها في العملية التعليمية، خصوصاً في المستوى السادس الابتدائي
حيث يتهيأ المتعلمون للانتقال إلى التعليم الإعدادي. فهي ليست مجرد وسيلة إحصائية،
بل تمثل منظاراً بيداغوجياً يكشف واقع التعلمات ويقترح بشكل غير مباشر خطط الدعم المناسبة.
ومن خلال اعتمادها، يصبح من الممكن رسم صورة متكاملة عن مستوى
القسم، والانتقال من التشخيص إلى العلاج، ومن الملاحظة إلى الفعل التربوي. وهكذا تتحول
نتائج الرائز من مجرد علامات إلى فرص حقيقية لتطوير التعلمات وتحقيق النجاح الدراسي.
تحميل شبكات تفريغ التقويم التشخيصي للغة العربيىة للمستوى السادس وورد
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنكم طرح سؤالكم وملاحظاتكم هنا،سنجيب عنها في أقرب وقت،شكرا