القائمة الرئيسية

الصفحات

تعرف على ملحمة وطنية في تاريخ المغرب: ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944

تعرف على ملحمة وطنية في تاريخ المغرب: ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944
 

 ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944

     يُحتفل في المملكة المغربية يوم 11 يناير من كل سنة بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي شكلت نقطة تحول تاريخية في نضال الشعب المغربي ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني. قدمها قادة حزب الاستقلال بتنسيق مع الملك محمد الخامس، مطالبين باستقلال كامل ووحدة التراب تحت قيادته، في سياق الحرب العالمية الثانية الذي أضعف الاستعمار. يُعد هذا الحدث عيداً وطنياً يُخلد تضحيات الأجيال ووحدة العرش مع الشعب 

وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944

​.

السياق التاريخي لوثيقة الاستقلال المغربية

   بدأت جذور النضال ضد الحماية مع معاهدة فاس عام 1912، التي قسمت المغرب بين فرنسا وإسبانيا، مما أثار رفضاً شعبياً واسعاً. تصاعدت الأحداث مع الظهير البربري عام 1930، الذي أثار انتفاضات في الريف والوسط، وكشف عن محاولات تفكيك الهوية المغربية. شكلت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) دافعاً رئيسياً، خاصة هبوط الحلفاء في المغرب بعملية الشعلة في 8 نوفمبر 1942، الذي أنهى نفوذ فيشي وفتح آفاقاً للتغيير ​ ​.



    في يناير 1943، عقد مؤتمر الدار البيضاء حيث وعد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت السلطان محمد الخامس بدعم استقلال المغرب بعد الحرب، مقابل الولاء للحلفاء. أعقب ذلك مؤتمر أنفا عام 1943، حيث انتقلت الحركة الوطنية من المطالب الإصلاحية (مثل عريضة 1934) إلى المطالبة بالاستقلال الكامل. تأسس حزب الاستقلال (الذي ضم الحزب الوطني السابق) كأداة تنظيمية، بقيادة شخصيات مثل علال الفاسي وأحمد بلافريج. كانت الدعاية الألمانية ضد فرنسا، إضافة إلى ضعفها العسكري، عوامل دفع الوطنيين للتصعيد

وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944
​ ​.

محتويات وثيقة 11 يناير 1944 كاملة

      كُتبت الوثيقة بالخط العربي التقليدي، وبدأت بـ"الحمد لله"، مؤكدة سيادة المغرب لـ13 قرناً، وانتقاد نظام الحماية الذي تحول إلى احتلال مباشر يُفضل الجالية الأجنبية على السكان الأصليين. يقرر حزب الاستقلال، الذي يضم أعضاء الحزب الوطني السابق وشخصيات حرة، ما يلي فيما يرجع للسياسة العامة ​.

  • أولاً: يطالب باستقلال المغرب ووحدة ترابه تحت ظل صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى سيدنا محمد بن يوسف نصره الله وأيده.  
  • ثانياً: يلتمس من جلالته السعي لدى الدول المعنية بالاعتراف بهذا الاستقلال وضمانه، ووضع اتفاقيات تحدد ضمن السيادة المغربية ما للأجانب من مصالح مشروعة. ​ .
  • ثالثاً: ينضم المغرب إلى الدول المتفقة على ميثاق الأطلسي (الأطلسية)، ويشارك في مؤتمر السلام. ​
  • رابعاً: يرعى حركة الإصلاح الداخلي، ويضع نظاماً سياسياً شورياً يشبه النظم العربية الإسلامية.  

أكدت الوثيقة رفض الاحتلال العسكري والثقافي والاقتصادي، مشددة على وحدة التراب من الريف إلى الصحراء.

قائمة الموقعين الرئيسيين على الوثيقة

وقع على الوثيقة أكثر من 70 شخصية وطنية، يمثلون النخبة السياسية والثقافية والدينية، مما يعكس الإجماع الوطني. إليك أبرز الأسماء:

الاسم

الدور البارز

أحمد بن الطاهر مكوار

قائد حزب الاستقلال

محمد بن العربي العلمي

ناشط وطني

مليكة الفاسي

أول امرأة ناشطة سياسية

الطاهر زنيبر

مفكر وطني

المهدي بن بركة

قائد لاحق لليسار الوطني

الحسن بن جلون

سياسي وعضو الحركة الوطنية

عبد السلام المستاري

ناشط في الرباط

عبد الهادي الصقلي

قاضٍ وطني

أحمد بلافريج

أمين حزب الاستقلال

محمد اليزيدي

ناشط ومعتقل لاحق

محمد بن الخضير

عضو من فاس

إدريس المحمدي

ناشط شعبي

عمر بن عبد الجليل

ممثل عن الجنوب

عبد الجليل القباج

عالم ديني

قاسم الزهيري

مفكر إسلامي

محمد الزغاري

صحفي

أحمد بن عثمان بن دلة الإدريسي

من الشمال

محمد العيساوي المسطاسي

ناشط في الدار البيضاء

أحمد بحنيني

عضو حزبي

محمد الغزاوي

تاجر وناشط

السيد عمر بن شمسي

عالم

مسعود الشيكر

سياسي

عبد الوهاب الفاسي الفهري

من عائلة الفاسي

محمد البقالي

ناشط

محمد الفاطمي الفاسي

مفكر

الحسين بن عبد الله الورزازي

من الريف

عبد الحميد بن مولاي أحمد الزموري

إدريسي

أحمد بن إدريس بن بوشتى

من الشمال

أحمد بنشقرون

ناشط

ناصر بن الحاج العربي الحسيني

عالم

محمد بن الحاج أحمد الديوري

تاجر

عبد الله الرجراجي

سياسي

بوبكر الصبيحي

ناشط

محمد الجزولي

من مكناس

عمرو بناصر

شاب ناشط

محمد بن عزو

عضو حزبي  

مثلت هذه القائمة تنوعاً جغرافياً واجتماعياً، من المدن الكبرى إلى البوادي والقرى ​.

دور الملك محمد الخامس والحركة الوطنية

     كان الملك محمد الخامس شريكاً أساسياً، حيث وافق على الوثيقة سراً قبل تقديمها، معتبراً إياها تعبيراً عن إرادة الشعب. دعمها علانية، مما عزز التحالف بين العرش والحركة الوطنية، رغم الضغوط الفرنسية. أدى ذلك إلى نفيه لاحقاً عام 1953، لكنه عاد منتصراً عام 1955، ممهداً للاستقلال عام 1956 ​ .

التداعيات والاعتقالات الفورية

    ردت إدارة الحماية بسرعة، ففي 28 يناير 1944 اعتقلت عشرات القادة المتشددين مثل أحمد بلافريج ومحمد اليزيدي، مما أشعل إضراباً شاملاً في الدار البيضاء، فاس، الرباط، ومراكش. شهدت المظاهرات تضحيات كبيرة، حيث سقط شهداء وسط تدخلات الشرطة، وأغلقت المتاجر والمدارس في احتجاج جماعي. استمرت الاعتقالات شهوراً، لكنها زادت من تجنيد الشعب وتعزيز الوعي الوطني .

الأثر الدائم لوثيقة 11 يناير في المغرب الحديث

      وشكلت الوثيقة جسرًا نحو الاستقلال، حيث ألهمت مقاومة مسلحة ودبلوماسية أدت إلى إعلان الاستقلال في 2 مارس 1956. اليوم، تُدرس في المناهج كرمز للوحدة الوطنية، وتُحتفل بها رسمياً مع فعاليات ثقافية. تُذكر كدليل على قدرة الشعب على التنظيم ضد الاستعمار، محفزة للحفاظ على السيادة والوحدة الترابية. في عصرنا، تُستخدم دروسها في تعزيز الوعي التاريخي والقيم الوطنية​.

تنزيل نموذج تقريرالاحتفال بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال 

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التصفح السريع